االعلاقة بين سيدي محمد بن يوسف و المقيم العام جوان
السلطان
سيدي محمد بن يوسف:
ألفونس
جوان Alphonse Juin
العلاقة
السياسية بين محمد الخامس والمقيم العام "Alphonse Juin"
الفونس جوان.
نستهل
الموضوع بالوقوف عند أهم الشخصيات
البارزة، و التي كان لها دور ريادي في بلورة أحداث الفصل الذي نحن بصدد ترجمته، ونخص
بالذكر السلطان محمد بن يوسف-1927) (1961 و المقيم
العام الفونس جوان Alphonse Juin ،مع إبراز طبيعة العلاقة
السياسية بين الطرفين، وكيف أسهم تطور هذه
الأحداث في تنحي المقيم العام عن منصبه
لتعيين مقيم عام آخر مكانه .
السلطان
سيدي محمد بن يوسف:
ولد محمد بن يوسف في 10 من
أغسطس 1909، وتوفي في 26 من فبراير 1961، سلطان المغرب ما بين 1927. 1961، بعد
وفاة والده يوسف بن الحسن تقلد العرش يوم 18 أغسطس 1927، ساهم بدور فعال إلى جانب
الوطنيين في تحقيق الاستغلال، الشيء الذي دفعه للاصطدام بسلطات الحماية، وكانت
النتيجة قيام سلطات الحماية بنفيه خارج أرض الوطن، وعلى اثر ذلك اندلعت مظاهرات
مطالبة بعودته إلى وطنه وأمام اشتداد حدة الأزمة، قبلت السلطات الفرنسية بإرجاع
السلطان إلى عرشه يوم 16 نوفمبر 1955، وبعد بضعة شهور ثم إعلان استغلال المغرب.
سن محمد بن يوسف عدة
إصلاحات بالمغرب، فقد كان ملكا مصلحا في جميع أطوار عصره والتي يمكن تقسيمها إلى
ثلاث:
-
امتد
الطور الأول من تاريخ جلوسه على العرش إلى قيام الحرب العالمية الثانية كان خلالها
رمزا للسيادة المغربية وحفظا للمشروعية وتعرف على مطامح شعبه وتعلق الشعب بشخصه
فحصل ما كان من الضروري أن يقع من الانتقال للنضالات الموالية.
-
وامتدت
المرحلة الثانية من تاريخ قيام الحرب العالمية الثانية إلى تاريخ الإعلان عن
استقلال المغرب، جرت أثناءها المعارك الوطنية الكبرى في إيمان وتبات وحزم إلى أن
كان الفوز والخلاص والتحرر.
-
أما
المرحلة الثالثة من عهده ومن حياته رحمه الله فإنه كرسها لوضع الأمة المغربية على
درب الاجتهاد والبناء والتقدم لتكون عن طيب خاطر وبمحض اختيارها جزءا لا يتجزأ من
عصرها[1].
ألفونس
جوان Alphonse Juin
من الشخصيات المهمة في تاريخ فرنسا فهو
العسكري الكبير الذي بقي في ذكريات الفرنسيين لكونه قاد القوات الفرنسية في الحرب
العالمية الثانية، وتمكن من دخول روما بعد النصر الذي حققه في كاري ليا عام 1944،
وتمت تهنئته من قبل الجنرال "دوغول" وقد صدرت عدة مؤلفات فرنسية عن هذه
الشخصية التي اعتبرت أعظم شخصية فرنسية. واعتبر من أعلى وأشرف وأقوى رجل أنجبته
فرنسا.
ولد جوان عام 1888م بباون وتخرج من سان
سير عام 1911 بمرتبة ماجور إلى جانب دوغولdo
goule ، وعاد إلى الجزائر حيث تزوج بابنة من كبار
المعمرين، وقد ساهم إلى جانب ليوطي Lyautey في حرب الريف وتم تعيينه في عام 1931 رئيسا لديوان المقيم العام
بالرباط، وتم أسره من قبل الألمان عند اندلاع الحرب العالمية الثانية وبعد إطلاق
سراحه عاد إلى الجزائر وقد حضي الجنرال جوان بمكانة مميزة بعدها حيث تم تعيينه
مقيما عاما بالمغرب بعد إعفاء Eirik Labonne عام 1947[2]
، وقد دخل في اصطدام مع السلطان محمد بن يوسف بعد خطاب طنجة هذا الاصطدام الذي
سيسفر عنه عدة نتائج ستؤدي إلى توقيف المقيم العام جوان وتعيين مقيم آخر مكانه وهو
الجنرال كيوم Guillau
العلاقة
السياسية بين محمد الخامس والمقيم العام "Alphonse Juin"
الفونس جوان.
-
القطيعة
بين القصر والإقامة العامة:
في سنة 1947 سنحت الفرصة
للمناوئين للسلطان، في الإدارة الاستعمارية كما في جالية المعمرين، لتصعيد حملاتهم
المحرضة ضده، ذلك أن سيدي محمد بن يوسف قد تعمد في خطابه بطنجة في 9 أبريل إغفال
العبارات البروتوكولية المنوهة بدورفرنسا في المغرب، هذا إلى جانب ما أظهره
السلطان في اختياره لوضع المغرب ضمن الجامعة العربية، وهو الشيء الذي ما فتئ
الغزاة الاستعماريون ينددون به منذ ميلاد هذه المنظمة...وقد أسفرت هذه العوامل عن
أزمة سياسية دفع ثمنها المقيم العام إيريك لابون Eirik Labonne الذي لم تكن الأوساط
اليمينية راضية على سياسة الانفتاح التي سلكها تجاه الوطنيين المغاربة.
فخلفه في الرباط الجنرال Alphonse Juin (الفونس جوان) (4 ماي 1947)
الذي بادر إلى تصعيد لهجة الإقامة العامة ضد كل من القصر وحزب الاستقلال وبموازاة
ذلك اندلعت حملة دعائية بغرض الإساءة إلى سمعة السلطان فالجريدة الباريسية La Bataille تجاسرت على سيدي محمد بن يوسف
مدعية أن فرنسا ولية نعمته وأن لا شأن له دونها، ولم يشف هذا القذف غليل المناوئين
للسلطان، فإنهم أقدموا على توزيع مناشير باللغة العربية للتشكيك في أصوله الشريفة.
وقد عمل المقيم العام
الجديد مزودا بتعليمات من الحكومة الفرنسية بجعل السلطان يقبل بإصلاحات بنيوية
كفيلة بتدبير تطور المغرب نحو استقلال ذاتي[3]،
ولقد كان الأسلوب الذي اتبعه الجنرال في خطبة وتصريحاته أسلوب تهديد عامي لم يلبث
أن ظهرت قيمته للجمهور الذي لم يجد فيه أكثر من كلام شديد اللهجة، ولكنه عديم الثبوت
وقد أورد علال الفاسي بعض غايات هذا المقيم في مجموع كلامه وأعماله:
أولا: في تثبيت قيمة عقد
الحماية الفرنسية وتأكيد مشروعيته
ثانيا: تثبيت دعائم السلطة
واحترام نفوذها.
ثالثا: فصل مراكش عن الشرق
العربي وتوجيهها الوجهة الغربية أي الفرنسية.
رابعا: مقاومة الوطنية
المغربية والعمل على استغلال الضعف الإنساني بتكوين فئة متعاونة معها.
خامسا: التلويح بانقلاب نظام المغرب والتمويه ببعض الإصلاحات السطحية
.
وقد عمل الجنرال جوان من
أجل تحقيق هذه النقط التي اشرنا إليها بالضغط على الملك وعلى الشعب: إمضاء
المشروعات التي كانت موقوفة من جلالة السلطان والتي رأى الفرنسيون أن تريث جلالته
في إمضاءها أو إمضاء ملاحظات خاصة عليها نوع من إضراب عن إصدار الظهائر التي
تعودوا أن يستصدروها بكامل السهولة قبل وصول الوعي القومي لمداه الحالي.
وقد حاول الجنرال جوان
للإطاحة بالسلطان باتحاد عدة محاولات فقد بدأ يبعث رؤوس الفتنة من رجال الطرق من
أوكارهم، وعمل أيضا على طبع بعض المنشورات التي كانت تذيعها السكرتارية السياسية
للحماية باسم حزب الوحدة الإسلامية التي لا وجود لها، وقد كان ذلك بمثابة مراحل
يبحث فيها الجنرال عن فئة من المغاربة تتعاون معه أو يموه بالاتصال بها على
الحكومة الفرنسية والرأي العام الأجنبي موهما أن هناك قسما من المغاربة لا يوافق حزب
الاستقلال على خطته ولا يساير جلالة الملك في سياسته[4].
وقد تعددت مناسبات الخلاف
بين الإقامة العامة والقصر في الفترة الفاصلة بين (1947-1950) وكان جوان Juin كلما تأزمت العلاقة بين
الطرفين يتهم السلطان بنهج سياسة حزب الاستقلال، ويتصرف نحوه تصرفات مهينة تهدف إلى
الاستحواذ على جميع صلاحياته، وكانت كل مشاريع "الإصلاحات" الصادرة عن
المقيم العام ترسخ مزيدا من الإدارة المباشرة المنافية تماما لروح الحماية كما هي
متضمنة في عقد فرنسا لسنة 1912، وفي الوقت ذاته أمر جوان على تجاهل كل مشاريع الإصلاحية التي كان القصر
يقترحها بتنسيق من الحركة الوطنية.
وفي هذا المناح المتأزم
قام السلطان بزيارة لفرنسا في أكتوبر 1950، وهو الحدث الذي أولته الصحافة الفرنسية
اهتماما بالغا يمكن من الإطاحة بالصورة التي كانت تروجها عن العاهل المغربي في زمن
الأزمة المغربية الفرنسية.
ولما بدأت الصحافة تعلق
على المطالب الإصلاحية المغربية، كادت تجمع نعت السلطان بحليف حزب الاستقلال،
وبالتالي فكلما ازدادت أزمة العلاقات المغربية الفرنسية توترا كلما تفننت هذه
الصحافة في تقديم صورة سلبية عن السلطان ففي فبراير 1951، عندما أصدر جوان juin
، الأوامر بمحاصرة الرباط مهددا السلطان
بإقالة، صفقت معظم اليوميات الباريسية، لذلك الإجراء فحتى جريدة le monde المشهورة باعتدالها، باركت عمل
الجنرال "جوان" واصفة إياه بالرجل الحكيم و المبتهر الذي ينتمي إلى ذلك
الجنس من الرجال الدين يعرفون كيف يحكمون الآخرين" وعلى العكس من ذلك سلطان
المغرب حسب المصدر نفسه من اكبر السلاطين استبدادية في العالم.
وتحت هذه الضغوط فضل سيدي
محمد بن يوسف التظاهر بالانصياع لرغبات الإدارة الاستعمارية فقبل التوقيع على
ظهائر كان قد رفضها من قبل.
إلا انه سرعان ما ستفضح
ادعاءات "جوان" Juin عندما عمل
هذا الأخير وفي تصريح له يعترف فيه بأنه "إزاء المظاهرات الشعبية التي يقوم
بها الوطنيون المراكشيون هاتفين بالحرية والاستقلال، وإزاء رفض الملك المصادقة على
اقتراح يمنع هذه المظاهرات اضطر المقيم أن يمنع الملك والأمراء من الظهور في
الحفلات حتى لا يجد الشعب سبيلا لإظهار عواطفه العدائية نحو الحماية".
وقد اعتبرت وزارة الخارجية
الفرنسية هذا التصريح توريطا من المقيم العام لها في سياسة عدائية نحو المغرب
الأقصى، لأنه يعترف بارتكاب ما يعتبر تجرؤا على مقام العرش وعاهله الكبير، فكلفت
المقيم العام بتكذيب الحادث، وقد صدر التكذيب وتناقلته صحف فرنسا في شيء من الهزء
والسخرية.
وبينما الحكومة الفرنسية
تبحث في وسائل حل هذه الأزمة إذا بالإقامة العامة تواصل أساليبها العدائية نحو
جلالة الملك، ولكنها في هذه المرة تقنعت بقناع الخائف المهزوم فأقدمت توزع منشورات
ممضاة بحزب الله أو حزب الإخوان المسلمين تهاجم فيها الملك وأسرته و ولي العهد
والأميرة عائشة، فثارت ثائرة الجمهور وأخد يهتف بسقوط الجنرال جوان والحماية
الفرنسية، وكادت القضية تتطور إلى مناورات عسكرية لولا دعوة جلاله الملك الشعب إلى
الهدوء[5].
وفي ظل هذه الأوضاع
المتردية والفاضحة لإدعاءات "جوان" Juin وخصوصا عندما رأت فرنسا زيف ادعاءاتها أمام العالم، وافتضاح أمرها
بخصوص الاتهامات الباطلة والتي يكيلها للإقامة العامة الفرنسية بالمغرب لملك
البلاد، عمدت انقادا لسمعتها إلى التضحية بالجنرال "جوان" Juin وتعويضه بالجنرال "كيوم" Guillaum كمقيم عام جديد غير أن هذا الأخير كان أسوأ من
سلفه اذ عمد إلى تنفيذ الجريمة التي خطط لها "جوان" Juin فأصدر أمره بخلع السلطان من عرشه، يؤازره في ذلك
الباشا الكلاوي وذلك يوم 20 غشت 1953[6].
بيلوغرافيا الموضوع:
أنا Serenity Autumn أعيش حاليًا في مدينة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. أنا أرملة في الوقت الحالي ولدي أربعة أطفال ، وقد كنت عالقًا في وضع مالي في مايو 2019 وكنت بحاجة إلى إعادة التمويل ودفع فواتيري. حاولت البحث عن قروض من مختلف شركات الإقراض الخاصة والشركات ولكن لم تنجح أبدًا ، ورفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن كما شاء الله ، تعرفت على امرأة من الله مقرض قرض خاص منحتني قرضًا بقيمة 850،000.00 دولارًا أمريكيًا ، واليوم أنا صاحب عمل وأولادي في حالة جيدة في الوقت الحالي ، إذا كان عليك الاتصال بأي شركة مع إشارة إلى الحصول على قرض بدون ضمانات ، ولا فحص ائتماني ، ولا يوجد موقّع مشترك مع سعر فائدة 2٪ فقط وخطط وجداول سداد أفضل ، يرجى الاتصال بالسيدة بيجامين لي على البريد الإلكتروني 247officedept@gmail.com و Whats-App + 1-989- 394 - 3740. إنه لا يعرف أنني أفعل ذلك ، لكنني سعيد جدًا الآن وقررت السماح للناس بمعرفة المزيد عنه وأريد أن يباركه الله أكثر.
ردحذف